أعلن فريق علمي في السعودية، التوصل للمعزز الحيوي “كاربوسويال”، الذي يعد بتحويل حلم “الصحراءالخضراء” إلى واقع، وتحويل التربة الفقيرة إلى أرض خصبة، وذلك من خلال إضافة الفحم النباتي ورماد النباتات وبقايا الطعام والعظام والمخلفات العضوية الأخرى إلى التربة الرملية الفقيرة، بهدف تحويلها إلى أرض خصبة وجعلها أكثر إنتاجية.
كاربوسويال في السعودية لتحويل حلم الصحراء الخضراء إلى واقع
أعلن فريق علمي سعودي التوصل للمعزز الحيوي “كاربوسويال”، الذي يعد بتحويل حلم “الصحراءالخضراء” إلى واقع، وذلك بعد سنوات من البحث والتجارب، والتعاون العلمي بين البروفيسور هيمانشو ميشرا، أستاذ الهندسة البيئية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، والمهندس الكيميائي البرازيلي أداير غالو.
وقد أثمر البحث والتعاون العلمي بين البروفيسور هيمانشو ميشرا، والمهندس الكيميائي البرازيلي أداير غالو، في تحويل الفكرة من مجرد مشروع أكاديمي إلى إنتاج المعزز الحيوي كاربوسويال، وتأسيس شركة “تيراكسي” الناشئة التي تقدم حلولا مستدامة لتحسين التربة القاحلة.
ووفقاً لتقرير نشرته وكالة الأنباء البرازيلية، فقد بدأت الفكرة عام 2014، عندما كان المهندس الكيميائي البرازيلي أداير غالو طالبا في برنامج “العلوم بلا حدود” البرازيلي، حيث التقى خلال فترة تدريبه في كاليفورنيا بأميركا بالبروفيسور ميشرا، لتنشأ بينهما خلال هذه الفترة، علاقة أكاديمية قائمة على الاهتمام المشترك بالمشاكل البيئية، خصوصا التربة والمياه.
وفي عام 2016، قدم البروفيسور هيمانشو ميشرا، دعوة للمهندس الكيميائي غالو من البرازيل للعمل في (كاوست) بالمملكة العربية السعودية، ليبدا الإثنين العمل في مشروعات تتعلق بالمواد البيئية المستدامة، مثل معالجة التربة وتحسين قدرتها على مقاومة الظروف القاسية.
وبعد سلسلة من الأبحاث والتجارب على التربة الصحراوية في السعودية، خصوصًا “الرمل الشمعي”، اكتشف ميشرا و غالو أن التربة الصحراوية ليست فقيرة بالمياه فقط، ولكنها تعاني أيضًا من نقصا كبيرا في العناصر الغذائية الأساسية، وهو ما يجعلها تربة غير صالحة للزراعة.
استلهام فكرة “التربة السوداء الهندية”
بعد توصل المهندس الكيميائي البرازيلي أداير غالو، و البروفيسور هيمانشو ميشرا، إلى أن التربة الصحراوية في السعودية غير صالحة للزراعة، قاما بالبحث عن طرق وحلول مبتكرة لتعزيز خصوبة التربة الصحراوية وتحويلها من تربة فقيرة إلى تربة خصبة وصالحة للزراعة.
ولأن غالو قد سبق له العديد من الأبحاث على التربة في البرازيل، فقد استلهم فكرة “التربة السوداء الهندية” التي أنشأها السكان الأصليون للأمازون منذ آلاف السنين، والتي تقوم على إضافة الفحم النباتي ورماد النباتات وبقايا الطعام والعظام والمخلفات العضوية الأخرى إلى التربة الرملية الفقيرة، بهدف تحويلها إلى أرض خصبة وجعلها أكثر إنتاجية.
وبدء غالو و ميشرا، بتطبيق الفكرة على التربة الصحراوية في السعودية، واستخدم الفريق المخلفات العضوية المحلية، مثل روث الدواجن وبقايا الطعام، كمكونات أساسية لإنتاج المعزز الحيوي الجديد ” كاربوسويال”، الذي أدى استخدامه إلى إخصاب التربة الرملية القاحلة وجعلها صالحة للزراعة.
مكونات المعزز الحيوي كاربوسويال
بعد نجاح فكرة المهندس الكيميائي غالو و البروفيسور هيمانشو ميشرا، في تعزيز خصوبة التربة الصحراوية وتحويلها من تربة فقيرة إلى تربة خصبة، قرر الفريق تطوير الفكرة وإنتاج المعزز الحيوي كاربوسويال الذي يتوافق مع أهداف رؤية السعودية 2030 لتحقيق الإستدامة، وتحويله إلى منتج تجاري، وفي 2022، أطلق الثنائي شركتهما الناشئة “تيراكسي”، بدعم من “كاوست”، وزادت إنتاجية “كاربوسويال” بمقدار 20 ضعفا لتلبية الطلب المتزايد عليه.
وحول آلية إنتاج المعزز الحيوي كاربوسويال، أوضح موقع “كاوست“، إن الفريق يقوم بانتاج كاربوسويال، من خلال تحويل المخلفات العضوية إلى منتج غني بالعناصر الغذائية، وذلك باستخدام تقنية التحلل الحراري التي تمنع الاحتراق الكامل وتحافظ على العناصر المفيدة في المادة العضوية.
وأوضح الموقع أن المعزز الحيوي كاربوسويال، يتم إنتاجه من مواد طبيعية قابلة للتجديد، وهي كالآتي :
– روث الدواجن، وهو غني بالنيتروجين، كما أنه يعد أكثر المخلفات العضوية وفرة في السعودية، حيث إن تربية الدواجن تعد صناعة كبيرة في السعودية وينتج عنها أكثر من 400 كيلو طن من الروث يتم التخلص منها في مكبات النفايات.
– مخلفات المحاصيل الزراعية، مثل القش وبقايا النباتات.
– فضلات الطعام، مثل قشور الفواكه والخضروات.
– الحماة الناتجة عن معالجة مياه الصرف الصحي التي تحتوي على معادن وعناصر مغذية.
طريقة إنتاج المعزز الحيوي كاربوسويال
بعد تجميع المواد الخام بعناية، يتم إنتاج المعزز الحيوي كاربوسويال، وفق الخطوات التالية:
– تنقية المواد من وتحسين تجانسها.
– تجفيف المواد وتقطيعها لتسهيل المعالجة الحرارية.
– المعالجة الحرارية للمواد العضوية، وذلك من خلالها تسخينها في بيئة مغلقة خالية من الأكسجين، مما يمنع احتراقها بشكل كامل، وتكون درجة الحرارة عادة بين 400 و700 درجة مئوية، وذلك من أجل تفكك المواد العضوية إلى مكوناتها الأساسية.
– بعد المعالجة الحرارية للمواد العضوية، ينتج عنها مادة “الفحم الحيوي” الغنية بالكربون، وهي المكون الأساسي لمنتج كاربوسويال.
– يتم تدعيم مادة الفحم الحيوي بعناصر غذائية إضافية مستخلصة من المخلفات العضوية، مثل الفوسفوروالبوتاسيوم، بالإضافة إلى مركبات عضوية تساعد على تحسين قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء والعناصر الغذائية.
فوائد المعزز الحيوي كاربوسويال للتربة الصحراوية
أظهرت التجارب الميدانية التي أجراها الفريق البحثي مع شركاء صناعيين مثل أرامكو للطاقة الخضراء وقطاع حماية الطبيعة في نيوم، نجاحها في زراعة أكثر من 60 ألف نبته محلية، كما قامت الشركة بتنفيذ مشروع بحثي على مساحة 1.3 هكتار لزراعة الأشجار المحلية في منتزه وادي قديد الوطني، وكان هذا المشروع ثمرة تعاون بين كاوست والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.
وهناك العديد من الفوائد التي يقدمها منتج كاربوسويال للتربة الصحراوية، من أبرزها ما يلي:
– يحافظ على خصوبة التربة لسنوات طويلة، حيث يساعد على زيادة احتفاظ التربة الرملية بالمياه بنسبة 11% واحتباس العناصر الغذائية بنسبة 53%، ويظل 73% من المنتج فعالا بعد مرور 100 عام.
– يعتبر منتج كاربوسويال، أكثر استقرارا في التربة، حيث يبقى لفترة طويلة ويرتبط بالمغذيات، مما يتيح توفير فوائد مستدامة، عكس بقية المعززات الأخرى مثل الطحالب أو السماد العضوي التي تتحلل خلال سنة واحدة وتتأثر بارتفاع درجات الحرارة في السعودية.
– يقلل من استخدام الأسمدة التقليدية على الأمد الطويل.
– يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030، في تحقيق الاستدامة، وتحويل الصحراء إلى أرضاً خضراء.