الرياض – في تصريح يعكس التمسك بالمرجعيات الشرعية والتقاليد الإسلامية، دعا عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للفتوى، والمستشار في الديوان الملكي، الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، الرجال، لا سيما الشباب، إلى اجتناب لبس الأساور، مؤكدًا أن ذلك يعد من مظاهر زينة النساء، ومحذرًا من الوقوع في شبهات تتعلق بالمظهر والسلوك.
الشيخ سعد الشثري يحذر من لبس الأساور للرجال ويؤكد ضرورة اجتناب التشبه بالنساء
جاءت تصريحات الشيخ سعد الشثري خلال رده على استفسار وُجِّه إليه حول انتشار ظاهرة لبس الأساور بين بعض الرجال، الذين يزعمون أنها مجرد زينة لا تحمل معنى التشبه بالنساء. وأوضح الشيخ الشثري أن الأساور، بطبيعتها وتاريخها في الثقافة الإسلامية والعربية، تعد جزءًا من زينة النساء، خاصة إذا كانت مصنوعة من مواد مثل الذهب أو الفضة أو غيرها من الحلي. وأشار إلى أنه لا يُعرف أن هناك أساور خُصصت للرجال في العرف الشرعي أو الاجتماعي.
وأكد الشيخ الشثري أن الأصل في زينة الرجال أن تكون خالية من أي مظاهر تشبه النساء، مستشهدًا بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “دعْ ما يَريبك إلى ما لا يَريبك”، وأيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: “إن الحلال بيّن والحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتّقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.”.
الشيخ سعد الشثري يؤكد على أن الشريعة الإسلامية حريصة على التميز بين الرجال والنساء
وفي حديثه، شدد الدكتور الشيخ سعد الشثري على أن الشريعة الإسلامية حريصة على تمييز الرجال والنساء في اللباس والزينة، بما يعزز الهوية والخصوصية لكل جنس، ويحفظ قيم المجتمع المسلم. كما دعا إلى التأمل في أهمية البُعد عن المشتبهات، مؤكدًا أن هذه الخطوة تسهم في حماية الفرد من الوقوع في الحرام أو ما قد يثير الشكوك.
وختم الشيخ الشثري حديثه بتوجيه نصيحة عامة للمجتمع، مفادها أن الالتزام بالضوابط الشرعية في اللباس والزينة ليس فقط تعبيرًا عن التقوى، بل هو جزء من الهوية الإسلامية التي يجب الحفاظ عليها في مواجهة التغيرات الثقافية. كما حثّ الشباب على الاقتداء بالنماذج الصالحة والتمسك بما هو واضح من الأمور الحلال، والابتعاد عن كل ما قد يفتح أبواب الريبة أو الالتباس.
هذه التصريحات تأتي في وقت يشهد فيه العالم الإسلامي تحديات كبيرة تتعلق بالتقاليد والقيم المجتمعية، وسط تأثيرات العولمة وانتشار أنماط حياة جديدة. ويبقى النداء مفتوحًا للنقاش الفكري والشرعي حول كيفية تعزيز القيم الإسلامية في مواجهة هذه التحديات، مع الحفاظ على روح التسامح والانفتاح المنضبط.
