يُعد مشروع نيوم واحد من أهم المشاريع الاستثمارية الواعدة ليس في المملكة العربية السعودية فقط بل في العالم بأكمله وذلك بسبب نوعية هذا المشروع واختلافة عن أي مشروع آخر في العالم حيث سينقل المملكة العربية السعودية نقلة نوعية كبيرة عند اكتمال بناءه في عام 2030.
ماهو مشروع نيوم؟
مشروع نيوم هو مشروع سعودي يمثل عمود رؤية المملكة 2030 التي أطلقها سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في العام2017. ويقع الموقع الجغرافي لمشروع نيوم في شمال المملكة وتحديدا في منطقة تبوك امتدادا إلى منطقة ساحل البحر الأحمر على امتداد 460 كم حيث سيتم تشييده على مساحة تبلغ مئات الألاف من الكيلومترات المربعة إذ أنه سيمتد إلى منطقة سيناء بمصر وأجزاء من المملكة الأردنية.
ويرتكز مشروع نيوم على بناء مدن ذكية تستخدم التقنيات التكنولوجية الحديثة بما يوفر أسلوب حياة راقٍ يعتمد على التكنولوجيا في كل مجالات الحياة.
أهمية مشروع نيوم:
يعتبر مشروع نيوم من أهم المشاريع الحيوية في السعودية حيث ترتكز عليه رؤية المملكة 2030، وتكمن أهمية مشروع مدينة نيوم في أنه سيسمح ل70 % من سكان العالم في الوصول إليه بسهولة خلال 8 ساعات كحد أقصى إضافة إلى موقعه الجغرافي الذي يتوسط القارات الثلاث أسيا وأوروبا وإفريقيا، كما أنّ لمشروع نيوم أهمية كبيرة في نقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة حيث يرتكز المشروع على التقنيات التكنولوجية الحديثة وسيقوم بتوظيف كل الأدوات التقنية في بناء وتصميم المشروع وكذا من أجل استخدامها في الحياة عند افتتاح المشروع.
ويقول المسؤولون في المملكة إنّ مشروع نيوم سيقوم بتقديم صورة عصرية للمملكة لدى معظم دول العالم وذلك بسبب الطريقة التي سيتم وفقها تصميم وبناء المشروع حيث سيعتمد المشروع على تقنيات حديثة تستخدم لأول مرة وهو ما يقدم صورة ناجحة عن التطور والتقدم التي وصلت إليه المملكة في الوقت الحالي.
مكونات مشروع نيوم
يتكون مشروع نيوم من عدة مدن ذكية تستخدم التقنيات التكنولوجية الحديثة وتحديدا تقنيات الذكاء الإصطناعي ومن أهم مدن المشروع هو مشروع مدينة ذا لالين، وتعد مدينة ذا لاين أول مدينة ذكية يتم تصميمها بطريقة عرضية حيث من المخطط أن تستوعب المدينة لوحدها أكثر من 9 مليون نسمة كما أنها ستكون خالية من الإنبعاثات الكربونية بالكامل إضافة إلى اعتمادها على تقنيات الذكاء الإصطناعي وعدم وجود أي سيارات تقليدية فيها.
كما سيحتوي مشروع نيوم أيضا على مجموعة من المدن الأخرى الذكية مثل مدينة أوكساجون التي سيتم بناءها على مساحة 250 كيلومتر مربعا حيث ستركز المدينة على التصنيع والبحث والتطوير كما أنها ستكون موقعا لأهم الشركات الكبرى المختصة بالبحث والتطوير والتصنيع في العالم. وغير بعيد ذلك فإن مشروع نيوم سيقوم ببناء مدينة تروجينا والتي ستكون أكبر مدينة مخصصة للتزلج في الهواء الطلق حيث سيتم بناءها على منطقة جبال السروات بارتفاع يتجاوز 2600 متر فوق سطح البحر ، وستحتوي مدينة تروجينا أيضا على ناطحات سحاب ومدن ترفيهية أخرى تقف على بحيرات إصطناعية.
وإضافة إلى ذلك فإنّه من المقرر أيضاً تصميم وبناء مشروع خليج نيوم ومنتجع سندالة ومشروع مطار خليج نيوم حيث إنّ المرحلة الأولى من مشروع مطار خليج نيوم ستمتد على مساحة 3757 مترا كما أن مشروع خليج نيوم سيقوم بتوفير مدن ذكية توفر مستوى عالٍ من جودة الحياة للعوائل وكذلك إنشاء مدن ترفيهية وسياحية وكذا مدن ذكية تدعم الابتكار والإبداع، وفيما يتعلق بمنتجعات سندالة فإنش هذا المشروع سيحتوي فنادق فخمة وملعب جولف على شاطئ البحر ومرسى يتسع لعشرات القوارب حيث من المتوقع أن يكون المنتجع قادراً على استيعاب 2400 زائر يوميا عند اكتماله.
فوائد مشروع نيوم
سيوفر مشروع مدينة نيوم عند الانتهاء منه منافع اجتماعية واقتصادية وتطويرية كبيرة للمملكة العربية السعودية فعلى الجانب الاقتصادي فإنّ المشروع سيقوم بالمساهمة بمبلغ 100 مليار دولار سنويا في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية أي ما يقارب 375 مليار ريال سعودي وبالتالي فإنّه سيوفر مبالغ مالية ضخمة لخزينة الدولة وبالتالي المساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 التي ترتكز علي تنويع اقتصاد المملكة والتخلص من النفط باعتباره المورد الأساسي للدخل منذ أكثر من 90 عاما.
وفي الجانب الآخر فإنّ مشروع نيوم سيساهم في جذب السياح من مختلف دول العالم إلى زيارة المملكة وبالتالي التعرف على ثقافتها وكذا مشاهدة مستوى التطور التكنولوجي والاجتماعي فيها كما أنّ المشروع سيساهم في تعزيز الابتكارات وزيادة نشاطات البحث والابتكار وذلك من خلال إنشاء مراكز بحثية متخصصة كما سيساهم المشروع في زيادة الاستثمار بالتقنيات الحديثة التي ترتكز على تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل توفير أسلوب حياة راقٍ لسكان مدينة نيوم، ولعل أهم فوائد مشروع مدينة نيوم هو تقليل الإنبعاثات الكربونية حيث سيعتمد المشروع على تقنيات ذكية تحد من الانبعاثات الكربونية وبالتالي توفير حياة نقية للسكان والزائرين للمدينة.