تخطو المملكة العربية السعودية بثبات نحو تحقيق أهدافها المستقبلية الرامية إلى تحقيق نهضة علمية ومعرفية في كافة الأصعدة، وقد أخذت القيادة في المملكة على عاتقها تحقيق هذه الأهداف من خلال تطوير النظام التعليمي والاهتمام بالمؤسسات التعليمية وخصوصا مؤسسات التعليم العالي كالجامعات والكليات الحكومية والأهلية.
وقد سهلّت المملكة للقطاع الخاص للاستثمار بمؤسسات التعليم العالي من أجل تحقيق أهدافها الرامية إلى الاهتمام بالتعليم العالي والبحث العلمي من أجل مواكبة التحديات التي تواجهها بطريقة أساسية ومن أجل تأهيل كادر وظيفي يلبي احتياجات سوق العمل في المملكة خصوصا وأنّ السعودية تأتي في صدارة الدول العربية من حيث توفير فرص العمل للمواطنين والمقيمين في أراضيها وذلك بسبب المشاريع الاستثمارية الكبيرة التي يتم تنفيذها في معظم المدن السعودية.
وإضافة لذلك فقد قامت المملكة بتوفير كل الدعم الحكومي اللازم لإنشاء الجامعات والاهتمام بالتعليم العالي من خلال حشد الموارد لتقديم خدمات تعليمية تساهم في رقي الطالب السعودي وتؤهله للانتقال لسوق العمل بسهولة إضافة إلى مساعدته في التطور العلمي إذا ما أراد ذلك، حيث تخصص المملكة سنويا مليارات الريالات للاهتمام بمؤسسات التعليم العالي:
الجامعات الحكومية والأهلية في السعودية
تمتلك السعودية 30 جامعة حكومية و12 جامعة أهلية، إضافة إلى 13 كلية حكومية وأهلية تتوزع في مختلف المناطق في المملكة ولعل أبرز هذه الجامعات هي جامعة الملك سعود وجامعة أم القرى وجامعة الملك فيصل وجامعة الملك سعود حيث تمتلك هذه الجامعات فروع لها في كثير من المدن السعودية الكبيرة على غرار الرياض ومكة وجدة.
وتوفر هذه الجامعات الكثير من التخصصات من التخصصات الإنسانية والإدارية والتقنية والهندسية كما تضم هذه الجامعات نخبة من الأستاذة التي يأتون إليها من مختلف الدول العربية حيث تقدم هذه الجامعات برامج تعليمية رائدة تساهم في تطور المواطن السعودي على الصعيد العلمي والمهني. ومما يدل على تطور النظام التعليمي في المملكة هو تخرج الكثير من الطلاب والطالبات وابتعاثهم للخارج لاستكمال تعليمهم الجامعي حيث يفضل الكثير من المتوفقين مواصلة التعليم العالي عن الدخول في سوق العمل مباشرة.
أعداد الطلاب:
يسجل سنويا عشرات الألاف من الطلاب والطالبات في الجامعات السعودية سواء الحكومية منها أو الأهلية وتشير الأرقام والإحصائيات الصادرة عن وزارة التعليم في المملكة إلى أنّ عدد الطلاب والطالبات الذين يدرسون في الجامعات السعودية بلغ 2.2 طالب وطالبة في العام الحالي 2024. كما عدد الخريجين والخريجات في العام 2023 الماضي، 238.000 ألف طالب وطالبة وهي نسبة كبيرة مقارنة مع نسبة سكان المملكة بالكامل التي لا تتجاوز 20 مليون نسمة.
ويتوزع هؤلاء الطلاب على جميع الجامعات والكليات الحكومية والأهلية في أرجاء المملكة إلا أنّ النسبة الأكبر منهم يلتحقون في الجامعات والمؤسسات التي تقع في منطقة الرياض ومكة المكرمة وجدة وذلك بسبب وجود كبرى الجامعات في هذه المناطق على غرار جامعة الملك عبد العزيز وجامعة أم القرى وجامعة الملك سعود.
أهمية الجامعات في تحقيق رؤية المملكة:
تعتبر الجامعات ركيزة أساسية من ركائز تحقيق رؤية المملكة 2030 وعليه فإنّ القيادة السعودية تحرص بشكل رئيسي على الاهتمام بالجامعات الحكومية والأهلية على حد سواء، ويتمثل الاهتمام بالجامعات الحكومية عبر تقديم الدعم المالي لهذه الجامعات وتشجيع البحث والابتكار من خلال إنشاء المعامل التقنية وتوفير الاحتياجات المهمة لتدريب الطلاب من أجل الانتقال لسوق العمل بكل كفاءة، كما تشجع المملكة البحث العلمي والتطوير المعرفي من خلال توفير وحدات الأبحاث العلمية في الجامعات الحكومية وكذا تسهيل الابتعاث لمنتسبي هذه الجامعات إلى الخارج من أجل تطوير مستواهم العلمي والعودة إلى المملكة للاستفادة من خبراتهم.
ويتمثل الاهتمام بالجامعات الأهلية من قبل القيادة السعودية بتوفير فرص الاستثمار الملائم وتسهيل إجراءات تسجيل هذه الجامعات وتقديم الدعم القانوني والمعرفي لها من خلال فتح مراكز الأبحاث الحكومية من أجل تدريب الطلاب والمنتسبين في الجامعات والكليات الأهلية والخاصة إيماناً منها بأهمية التعليم في نهضة وتقدم الأمم والشعوب.
وتسعى المملكة من خلال رؤية 2030 إلى تنويع الاقتصاد السعودي والتخلص من النفط باعتباره المصدر الرئيسي للدخل في البلاد وكذا توفير فرص عمل للشباب السعودي وعليه فإنّها تقوم بحشد الدعم المالي واللوجيستي للجامعات من أجل تأهيل منتسبي الجامعات للالتحاق بسوق العمل مباشرة وهو ما تقوم به بالفعل حيث يتقدم سنويا مئات الألاف من الطلاب والطالبات للالتحاق بالجامعات، وفي الوقت نفسه يتخرج سنويا ما لا يقل عن 300 ألف طالب وطالبة بشكل دوري.