شهدت محافظات القطاع التهامي بمنطقة الباحة، اليوم، مشاهد طبيعية آسرة، حيث تزينت الأودية والجبال بشلالات متدفقة نتيجة هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة، ما أضفى على المشهد جاذبية استثنائية وعزز من سحر الطبيعة التي ازدادت بهاءً مع الأجواء المعتدلة. هذه الأجواء المتجددة تأتي في وقت يشهد فيه قطاع السراة بالمنطقة انخفاضًا شديدًا في درجات الحرارة، ما يدفع السكان إلى البحث عن الدفء في سهول تهامة.
القطاع التهامي: ملاذ دافئ لأهالي المرتفعات
اعتاد سكان مرتفعات منطقة الباحة على التوجه إلى القطاع التهامي خلال فصول الشتاء القاسية، حيث تتميز محافظات مثل المخواة وقلوة والحجرة وغامد الزناد بأجواء معتدلة تصل درجات الحرارة فيها إلى 20 درجة مئوية. هذا الدفء الطبيعي، المصحوب بمناظر خلابة، جعل المنطقة وجهة مفضلة ليس فقط لأهالي الباحة، بل أيضًا للزوار من مختلف مناطق المملكة.
جهود استثنائية لاستقبال الزوار
في إطار الاستعداد لاستقبال الزوار والسياح، كثفت أمانة منطقة الباحة والبلديات التابعة جهودها لتأهيل المواقع السياحية. وشملت هذه الجهود تزيين الحدائق العامة وصيانة المرافق الحيوية، إلى جانب تنظيم مهرجانات وفعاليات تلبي تطلعات العائلات والأفراد. وقد تم تصميم برامج ترفيهية وثقافية متنوعة، تسهم في تعزيز تجربة الزائر وسط أجواء آمنة ومريحة.
السياحة الشتوية: مزيج من التراث والطبيعة
السياحة في القطاع التهامي ليست مقتصرة على الأجواء المعتدلة فحسب؛ بل تمتد لتشمل تنوعًا ثقافيًا وتراثيًا واقتصاديًا. الأسواق الشعبية في هذه المحافظات تزخر بمجموعة واسعة من المنتجات التقليدية، من العسل الطبيعي والنباتات العطرية إلى المصنوعات اليدوية الخشبية والمأكولات المحلية الشهية. كما تعد تربية النحل وإنتاج العسل من أبرز الأنشطة الاقتصادية التي تشتهر بها المنطقة، إلى جانب الزراعة التي تزود الأسواق المحلية بالفواكه والخضراوات الطازجة.
معالم سياحية بارزة
من بين أبرز المعالم السياحية التي تستقطب الزوار في القطاع التهامي، تبرز قرية ذي عين الأثرية بمحافظة المخواة، التي تُعرف بحصونها التاريخية وعين الماء الجارية على مدار العام. كما يبرز جمال جبلي شدا الأسفل والأعلى، اللذين يحتضنان كهوفًا طبيعية ومزارع للبُن الشدوي الفاخر. فضلاً عن ذلك، يُعتبر سد وادي الأحسبة وحدائقه العامة وجهات مثالية للتنزه والاستمتاع بالطبيعة.
يمثل القطاع التهامي بمنطقة الباحة نموذجًا فريدًا للسياحة الشتوية في المملكة، حيث يجمع بين جمال الطبيعة ودفء الأجواء وثراء التراث المحلي. ومع الجهود المستمرة لتطوير البنية التحتية السياحية وتنويع الفعاليات، يبقى القطاع التهامي وجهة مميزة تستقطب عشاق الطبيعة والتراث على حد سواء.
