تعتبر العطور في السعودية من الأشياء الأساسية التي يحرص السعوديين على اقتنائها بشكل مستمر، ويحتوي السوق السعودي على جميع ماركات العطور العالمية، كما يحتوي أيضًا على عطور مقلدة لتلك الماركات، ويلجأ البعض للعطور المقلدة كونها أقل سعراً من الماركات الأصلية، وتشببها في الشكل والرائحة، لكن تقريراً بريطاني صدر مؤخراً ربما يغير نظرة الكثير للعطور المقلدة، حيث كشف أن بعض العطور المقلدة تحتوي على بول الحيوانات.
عطور في السعودية تحتوي على بول الحيوانات
نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية تقرير مثير عن العطور المقلدة، وكشفت فيه أن العطور المستوحاة أو المقلدة قد يتم ملؤها في بعض الأحيان بـ(بول الحيوانات)، وربما عولجت بمواد كيميائية تؤدي إلى الحساسية والصداع والربو والطفح الجلدي.
واوضح التقرير ان محقق سري يدعى تامر باكينر، كشف أن الناس فى جميع أنحاء العالم “يعرضون صحتهم للخطر” من خلال شراء السلع المقلدة، حيث أن معظمها، إن لم يكن كلها، يتم تصنيعها مع القليل من الاهتمام بالسلامة أو الصحة.
وقال باكينر: ” توقفوا عن شرائها. أولا وقبل كل شىء، فهى تشكل خطرا على صحتكم، ومن بين أمور أخرى، أنهم يخلطون البول فى العطور للحصول على اللون الأصفر. هذا مثير للاشمئزاز. ثانيا، تدعم هذه السع عملا رديئا وغير إنساني حقا”.
وفي سياق متصل، أوضح تقرير لوكالة حماية البيئة الأميركية، أن معظم العطور المقلدة تحتوي على عشرين مركباً كيميائيا خطيرا، وأنها قد تؤثر على الكبد والدماغ وأنسجة الرئتين، وبعضها يدخل في تركيبه مواد مسرطنة.
وأضاف التقرير الأمريكي أن معظم العطور المقلدة تحتوي على عشرين مركباً كيميائيا خطيرا، وتؤثر على الكبد والدماغ وأنسجة الرئتين، بالإضافة إلى أن يدخل في تركيبه مواد مسرطنة، وخاصة العطور المتسوحاة أو المقلدة.
إيرادات قطاع العطور في السعودية والعالم
تعتبر تجارة العطور من أهم أنواع القطاعات التي ارتفعت ايراداها خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير وغير متوقع، وبلغت إيرادات قطاع العطور عام 2022 نحو 53 مليارًا و28 مليون دولار، ورغم أن أمريكا كان لها الحصة الأكبر من تلك الإيرادات، واستحوذت على مبيعات بحوالي ثمانية مليارات و14 مليون دولار، إلا أن المملكة العربية السعودية هي الأخرى شهدت طفرة غير مسبوقة في سوق العطور، وبلغ حجم ايرادتها من العطور عام 2023، نحو مليار و800 مليون دولار، ومن المتوقع أن يرتفع إلى مليارين و600 مليون دولار في عام 2032.
وتمتلك عدد من الشركات السعودية ماركات تجارية مسجلة وموثوقة في مجال العطور التقليدية والبخور، وتصدر منتجاتها لقرابة 35 دولة حول العالم.
الإيرادات الكبيرة لقطاع العطور، جعلت الكثير من المستثمرين يتوجهون نحو هذا القطاع الذي يشهد نمو متصاعد، لكن البعض منهم يرغبون بالثراء السريع وجني الأموال الكثيرة، لذلك يلجأون إلى العطور المقلدة لتنمية تجارتهم دون النظر الى صحة وسلامة المستهلكين.
وتصنف السعودية ضمن أكبر أسواق العطور المقلدة، ورغم الرقابة المشددة التي تفرضها المملكة على سوق العطور، إلا أن الكثير من العطور المقلدة للماركات العالمية تنتشر في السوق السعودي ويبدوا انه من الصعب السيطرة عليها بشكل كامل.
بن سعود يحذر من بعض أنواع العطور في السعودية
حذر الكاتب السعودي الدكتور بدر بن سعود، من العطور المقلدة التي تسبب الكثير من الأضرار بحسب التقارير الدولية.
واوضح بن سعود في مقال نشرته صحيفة “الرياض”، العطور المستوحاة أو المقلدة، تحاول محاكاة روائح الماركات العالمية، وتلجأ إلى المتاجر الإلكترونية الخارجية لتجاوز حاجز الرقابة المحلي، ومعه الموافقة المسبقة التي تشترطها هيئة الغذاء والدواء على من يرغب في تصنيع العطور، وما يحدث في العطور المستوحاة أو المقلدة أنهم يقومون بتحليل تركيبة العطر الأصلي في مختبر مختص، وبعد ذلك يقلدونه ويبيعونه.
وأضاف بن سعود، أن العطور المستوحاة، إذا طابقت تركيبة العطر الأصلي، فإنها تنتهك حقوق الملكية الفكرية، حتى وإن كانت سليمة أو مأمونة، وفق تصنيف هيئة المملكة الفكرية.
عقوبات انتهاك حقوق الملكية الفكرية وتقليد العطور في السعودية
أشاد الكاتب بن سعود، بجهود الهيئة المملكة الفكرية في السعودية، وقال أنها تمكنت خلال عام 2023، من حجب 2500 موقع الكتروني لانتهاكها حقوق الماركات العالمية، وضبطت قرابة مليون منتج مقلد في الأسواق المحلية.
وطالب بمضاعفة الجهود، والتدخل العاجل من قطاع الدواء في هيئة الغذاء والدواء لإقرار تشريع مستعجل يوقف هذه الممارسات غير المسؤولة، ويمنع هذا من العطور في السعودية.
يشار إلى أن عقوبة انتهاك حقوق الملكية الفكرية في السعودية تتراوح ما بين غرامة قدرها مليون ريال، أو 375 ألف دولار، والسجن لمدة ثلاثة أعوام، ومعهما المصادرة والتشهير.
عطور في السعودية