السبب الخفي الذي جعل السعودية تصر على استضافة كأس العالم 2034 بأي ثمن

استضافة السعودية لكأس العالم 2034، يعد أبرز حدث في الوطن العربي خلال السنوات القادمة، وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا قد أعلن في أواخر العام الماضي عن فوز المملكة العربية السعودية باستضافة كأس العالم في عام 2034، ويأتي هذا الفوز بعد اختيار ملف المملكة لاستضافة كأس العالم كأفضل ملف تم تقديمه لاستضافة نسخة كأس العالم 2034 حيث حصل ملف المملكة على 419 نقطة من أصل 500 نقطة متفوقا على ملفات أستراليا والأرجنتين وإنجلترا.

ويتم تقييم جودة ملف الاستضافة من خلال البنية التحتية التي ستقدمها الدولة المستضيفة لكأس العالم إضافة إلى معايير أخرى متعلقة بالأمن والاقتصاد وأيضا بتاريخ الدولة المستضيفة في استضافة أحداث عالمية كبرى، وقد تفوق ملف السعودية على بقية الملفات نظرا لتلبيته معظم المعايير الدولية التي يعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا.

ملف السعودية في كأس العالم 2034:

يتكون ملف السعودية المقدم لاستضافة كأس العالم 2034 من مجموعة من المعلومات المتعلقة بالخطة التنظيمية التي ستعتمدها المملكة في تنظيم كأس العالم حيث تضمن الملف المواقع الرياضية التي سيتم إنشائها كالملاعب الرئيسية وملاعب التدريب وخدمات البنية التحتية اللازمة لاستضافة مئات الألاف من الجماهير التي ستتوافد من مختلف دول ومناطق العالم.

ووضعت المملكة خطة لاستضافة أكثر من مليوني مشجع من جميع دول العالم حيث ستقوم بإنشاء أكثر من 230 ألف وحدة فندقية إضافة إلى إنشاء خطة إنشاء بنية تحتية لنقل المشجعين والجماهير للمواقع المخصصة عبر إنشاء شبكة مترو أنفاق وترام متنقلة وكذا سكك حديدية تربط بين المناطق التي ستستضيف الحدث العالمي.

خطة السعودية لاستضافة كأس العالم 2034

وتتضمن خطة المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 على استضافة الحدث في 10 مدن مستضيفة هي الرياض وجدة والخبر وأبها ونيوم والباحة والطائف وجازان والمدينة وتبوك والإحساء، وعليه فقد وضعت المملكة خطة لبناء 16 مطارا دوليا لاستضافة المشجعين والزائرين من مختلف دول العالم حيث يتوقع أن تستقبل المملكة أكثر من مليوني مشجع في هذا الحدث الاستثنائي وذلك لتوسط موقعها الجغرافي قارات أوروبا وأسيا وإفريقيا حيث تقدم هذه القارات معظم المنتخبات المشاركة بالبطولة منذ تأسيسها عام 1930.

وإضافة إلى ذلك فإن المملكة تخطط لإنشاء 15 ملعبا لاستضافة البطولة حيث تتوزع هذه الملاعب بين 5 مدن ولعل أبرز هذه الملاعب هو ملعب الملك سلمان الدولي والذي سيتم إنشاؤه في العاصمة الرياض حيث سيكون هذا الملعب من أكبر الملاعب في البطولة وفي العالم وذلك بسبب اتساعه لأكثر من 92 ألف متفرج حيث سيستضيف هذا الملعب المباراة الافتتاحية والنهائية للبطولة. كما سيتم بناء ملعب مدينة الملك فهد الدولي الذي سيتسع لأكثر من 70 ألف متفرج وملعب جنوب الرياض ب47 ألف متفرج إضافة إلى عدد من الملاعب الأخرى.

وقد قامت المملكة بتصميم هذه الملاعب بطريقة استثنائية تعبر عن ثقافة الشعب السعودي واعتزازه بجذوره التاريخية. كما ستقوم المملكة بإنشاء عدد من الملاعب المخصصة للتدريب وكذا مجموعة من المناطق المخصصة للمشجعين، ولعل أهم ركيزة أحتوى عليها ملف تقديم المملكة لاستضافة مونديال 2034 هو تخطيطها لبناء 230 ألف وحدة فندقية مخصصة لاستقبال الزائرين والمشجعين من مختلف دول العالم.

النتائج المتوقعة من استضافة كأس العالم 2034:

أشارت اللجنة المنظمة لاستضافة كأس العالم في السعودية 2034 إلى أن المملكة ستنفق 100 مليار ريال سعودي أي ما يعادل أكثر من 26 مليار دولار أمريكي لاستضافة هذا الحديث حيث ستقوم بتخصيص هذه الأموال في تشييد الملاعب الرئيسية وملاعب التدريب والبنية التحتية الأخرى اللازمة لاستضافة البطولة.

ومن المتوقع أن يستفيد الاقتصاد السعودي بشكل كبير من استضافة المملكة لمونديال 2034 حيث سيوفر ذلك عشرات الألاف من فرص العمل للمواطنين السعودية بدرجة أساسية كما ستجني المملكة عشرات المليارات من الريالات من استضافة هذا الحدث عن طريق استقطاب المشجعين والزائرين والذين يتوقع أن يتجاوز عددهم المليوني مشجع وهو ما سيحقق عائدات مليارية لخزينة المملكة، وإضافة إلى ذلك فإنّ المملكة ستقوم للتسويق بنفسها ثقافيا وإعلاميا عبر استضافة هذا الحديث من خلال الرسائل الإعلامية الموجهة للجماهير لثقافة البلد وتاريخها وعاداتها وتقاليدها وبالتالي تعزيز قيمة المملكة على مستوى العالم.

وإضافة إلى ذلك فإن ملف استضافة المملكة لكأس العالم 2034 سيقوم بخلق فرص استثمارية واعدة للقطاع الخاص والعاملين فيه حيث يتوقع أن تزداد وظائف القطاع الخاص وبالتالي تحقيق الدولة لعائدات كبيرة من ذلك كما سيقوم المونديال للترويج للمملكة باعتبارها وجهة سياحية مفضلة للعديد من السياح في العالم وبالتالي زيادة أعداد السائحين والزوار إليها من شتى أقطاب العالم، وغير بعيد عن ذلك فإن استضافة المملكة لمونديال 2034 سيوفر لها عائدات مالية بمليارات الريالات وهو ما يخدم هدفها بتنويع اقتصادها والتخلص من النفط باعتباره المورد الأساسي للإيرادات في المملكة منذ أكثر من 90 عاما.

error: هذا المحتوى محمي بواسطة موقع بوابة الخليج