تعتبر مكة المكرمة واحدة من أشهر المدن الموجودة في العالم إذ لم تكن أشهرها بالفعل حيث تتمتع هذه المنطقة الصغيرة جغرافيا بشهرة كبيرة بين أوساط الناس في مختلف قارات العالم وذلك بسبب شهرتها الدينية وأهميتها كمدينة مقدسة بالنسبة للمسلمين، لكن كثير من غير المسلمين أيضا يأتون لزيارة مكة المكرمة سنويا وذلك للتعرف على الإرث الديني والثقافي والحضاري الذي ترسمه مدينة مكة حيث تترك هذه المدينة أثرا لا يمحى بالنسبة لزائريها ٢٠ غير المسلمين منهم.
تاريخ مدينة مكة المكرمة
تعد مدينة مكة واحدة من أقدم المدن الموجودة في العالم حيث يعود تأسيسها إلى مرحلة ما قبل الميلاد بسنين طويلة وتحديدا في فترة نبي الله إبراهيم عليه السلام حيث روى القران الكريم قصته مع زوجته التي أمرها بالذهاب إلى تلك المنطقة تنفيذا لأمر الله تعالى، ومنذ ذلك الوقت ذكرت مكة في العديد من الكتب التاريخية والدينية والتراثية حيث ازدهرت وتطورت نتيجة هجرة القبائل اليمنية إليها.
وقد اكتسبت مكة شهرتها من بناء بيت الله الحرام حيث كان الناس ولا يزالون حتى اليوم يزورنها لأداء طقوسهم الدينية والتعرف على المواقع الدينية والإسلامية فيها مثل الكعبة المشرفة وغار حراء ومسجد قباء وغيرها من الأماكن التاريخية التي اشتهرت في عهد نبي الإسلام محمد بن عبدالله، وغير بعيد عن ذلك فإن مكة اليوم تمثل منطقة مهمة بالنسبة لأكثر من مليار مسلم إضافة إلى أتباع الديانات الأخرى الذين يأتون إليها من أجل التعرف على معالمها الحضارية والدينية وكذا التعرف على الثقافة الإسلامية.
وتصنف منظمة اليونسكو بأنها واحدة من أعرق المدن التراثية الدينية التي تأسست قبل قرون طويلة ولازالت صامدة حتى يومنا وذلك بفعل الاهتمام الذي يوليها إياها المسلمين باعتبارها قبلتهم الأولى والمنطقة التي بعث فيها نبيهم محمد بن عبدالله قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة من اليوم.
الطقس والتضاريس في مدينة مكة
تتمتع منطقة مكة بطقس حار وذلك بسبب التضاريس الرملية والبركانية التي توجد فيها حيث إنها منطقة صحراوية ورملية مليئة بالجبال البركانية التي تجعلها حارة في معظم أيام السنة. لكن وعلى الرغم من التضاريس القاسية التي تتمتع بها مكة إلا أن المنطقة تشهد هطولا نسبيا للأمطار في ثلاثة أشهر من العام هي أكتوبر ونوفمبر وديسمبر ما يجعل الكثير من الناس يتسابقون لزيارتها في هذه الفترة.
اقتصاد مدينة مكة
تعتبر منطقة مكة واحدة من أهم المناطق الاقتصادية للمملكة حيث تنشط فيها الكثير من الشركات الحكومية والخاصة وخصوصا تلك الشركات المختصة بالتجارة والمقاولات حيث شهدت المنطقة في آخر 20 عاما تطورا عمرانيا لافتاً وذلك بسبب نشاط قطاع الأعمال والمقاولات فيها.
وتعتبر مكة مركزا مهما لعديد من شركات المقاولات أبرزها شركة بن لادن التي تتخذ من المدينة مقرا لعملياتها حيث نفذت الشركة الكثير من مشاريع البنى التحتية في المنطقة ولعل أبرزها مشاريع توسعة الحرم المكي وبناء شبكة الطرق والجسور في المدينة. وإضافة إلى ذلك فإن منطقة مكة تلعب دورا محوريا في تحقيق رؤية الممكلة 2030 حيث تسعى المدينة والتي يقطنها قرابة 2 مليون و300 نسمة أن تعزز إيرادات المملكة غير النفطية وبالتالي تحقيق رؤيتها الرامية للتخلص من النفط باعتباره المصدر الأساسي لأكثر من 90 % من إيرادات المملكة.
السياحة في مدينة مكة
خلقت مكة المكرمة مفهوما جديدا في عالم صناعة السياحة وهو السياحة الدينية حيث تستقبل المدينة سنويا أكثر من 20 مليون زائر يأتون معظمهم إليها لأداء فريضتي الحج والعمرة وكذلك للتعرف على الأماكن التراثية والتاريخية والدينية مثل غار حراء وغار ثور ومسجد قباء وغيرها من الأماكن الدينية الأخرى التي ترتبط بالمسلمين بشكل خاص.
وتعتمد رؤية المملكة 2030 على مكة المكرمة بشكل محوري من أجل الوصول إلى تحقيق أهدافها حيث تهدف هذه الرؤية إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يزورون مكة سنويا إلى أكثر من 30 مليون زائر. وتسعى المملكة من زيادة أعداد الزائرين إلى منطقة مكة إلى إنعاش قطاع الضيافة والفندقة إضافة إلى القطاع التجاري حيث سيؤدي زيادة أعداد الزائرين إلى خلق فرص عمل كبير وتزايد نشاط الأعمال بالنسبة للشركات وبالتالي زيادة الإيرادات من هذه المنطقة بما يخدم تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 والتي ترمي إلى تنويع اقتصاد المملكة من خلال خلق فرص جديدة ومستدامة والتخلص من النفط باعتباره المورد الرئيسي للإيرادات العامة للدولة منذ أكثر من 90 عاما.