رقم صادم فاق التوقعات.. عدد العمالة الأجنبية في السعودية عام 2024

تُشكّل العمالة الأجنبية السعودية أحد أكبر نسب العمالة في الوطن العربي والإقليم حيث تعتمد الشركات في السعودية بشكل شبه كامل على هذه العمالة وذلك بسبب كفاءتها وخبراتها في العمل إضافة إلى عدم توفر عمالة سعودية كافية للقيام بالوظائف المتوفرة في السوق.

عدد العمالة الأجنبية في السعودية

تشير الإحصائيات الصادرة عن وزارة العمل السعودية أن عدد العمالة الأجنبية في السعودية تجاوز ال11 مليون عامل أجنبي في أواخر العام الماضي 2024 وهو رقم كبير مقارنة بالنسبة الكامل لعدد سكان المملكة حيث تشكل نسبة العمالة الأجنبية في السعودية 44 % من إجمالي عدد السكان وهي نسبة كبيرة مقارنة بأي دولة أخرى في العالم.

أكبر الجنسيات الأجنبية العاملة في السعودية

تمتلك العمالة الأسيوية النسبة الأكبر من إجمالي القوة العاملة في المملكة حيث تظهر البيانات والإحصائيات الصادرة عن وزارة العمل السعودية أنّ العمالة الهندية تحتل المركز الأول في قائمة العمالة الوافدة في المملكة بإجمالي 2.65 مليون عامل حيث تمثل نسبة 26 % من إجمالي العمالة الوافدة فيما تأتي العمالة الباكستانية في المركز الثاني بإجمالي 2.1 مليون عامل حيث تمثل نسبة 19 % من إجمالي نسبة العمالة، وتحتل العمالة البنغالية المركز الثالث بنسبة 1.15 مليون عامل بنسبة 11%.

وتشير هذه الأرقام إلى أنّ العمالة من هذه الدول تشكل أكثر من 57% من إجمالي العاملة الوافدة في المملكة وهو رقم كبير. ويقول الخبراء الاقتصاديين أن السبب في ذلك يعود إلى رخص العمالة الأسيوية مقارنة بالعمالة الأخرى في المملكة حيث إن متوسط الراتب الشهري للعامل الأسيوي في المملكة لا يتجاوز حاجز الألف وخمسمائة ريال سعودي، وعليه فإن الكثير من السعوديين يفضلون هذه العمالة وذلك بسبب رخصها.

وتشتهر العمالة الأسيوية بالسعودية بقيامها بأعمال محددة مثل قيادة السيارات والعمالة المنزلية وكذلك في مجال الأعمال البسيطة كالنقل والبناء وهي أعمال بسيطة لا تتطلب رواتب كبيرة وإضافة إلى ذلك فإن كثير من الأسيويين يذهبون إلى السعودية للعمل وذلك بسبب توفر وظائف في بلدانهم إضافة إلى رخص المعيشية في أوطانهم وعليه فإنّ الأجر الزهيد الذي يتقاضونه في المملكة يعد كافيا بالنسبة لهم وذلك بسبب رخص المعيشية في بلدانهم الأصلية.

وتحتل مصر واليمن والأردن والسودان قائمة العمالة العربية الوافدة إلى المملكة حيث يتجاوز عدد العاملين العرب في المملكة حاجز ال4.5 مليون عامل، وتعمل معظم العمالة العربية في السعودية بالقطاع الخاص حيث يقومون بمختلف الأعمال التجارية والطبية والهندسية والإنشائية في المملكة وذلك بسبب امتلاكها للخبرة والمهارة إضافة إلى تحدثها باللغة العربية ما يسهل التواصل بين العمالة وأرباب العمل هناك وهي ميزة لا تمتلكها العمالة الأسيوية أو الإفريقية.

ماذا استفادت السعودية العمالة الأجنبية؟

تستفيد المملكة العربية السعودية بشكل كبير من العمالة الوافدة حيث تقوم هذه العمالة بتحريك عجلة الاقتصاد وزيادة رقعة الأعمال وبالتالي تحقيق منافع اقتصادية كبيرة للمملكة والتي تأتي عن طريق إيرادات الضرائب وكذا رسوم تجديد إقامة العاملين وغيرها من المنافع الاقتصادية الأخرى التي تسهم في دفع عجلة الاقتصاد السعودي إلى الامام وبشكل مستمر.  

وتسعى المملكة من خلال رؤية المملكة 2030 إلى زيادة رقعة النشاط التجاري والاستثماري وكذا دعم وتمويل المشروعات الصغيرة وبالتالي رفع الناتج الإجمالي السعودي ليصل إلى تريليوني دولار في عام 2030، وعليه فإن العمالة الوافدة تشكل ركيزة أساسية ومحور مهم في هذا الجانب حيث تقوم هذه العمالة بشغل معظم  الوظائف في القطاع الخاص كما تعمل على رقي ورفع نشاط الشركات وبالتالي رفع الإيرادات الحكومية واتساع النشاط التجاري والاستثماري في المملكة.

أضرار العمالة الأجنبية في السعودية

ليس هناك شك في أن العمالة الأجنبية في السعودية تشكل ضرر نسبيا بالنسبة للمملكة العربية السعودية حيث تقوم هذه العمالة بتحويل مليارات الريالات شهريا إلى بلدانها الأصلية وبالتالي خروج الأموال من المملكة وتناقص حجم الناتج الإجمالي السعودي، وتشير بيانات البنك المركزي السعودي أنّ إجمالي الأموال التي يتم تحويلها من المملكة إلى الخارج تصل إلى 35 مليار دولار سنويا وهو رقم كبير جدا.

وغير بعيد عن ذلك فإنّ العمالة الأجنبية في السعودية تحرم الكثير من المواطنين السعوديين من الحصول على الوظائف وذلك بسبب رخص أجورها وبالتالي حرمان المواطنين السعوديين من هذه الوظائف وزيادة نسبة البطالة في المملكة وهي مشكلة تشكل هاجسا كبيرا بالنسبة للمسؤولين في المملكة لكن ما يؤرق المسؤولين السعوديين أكثر هو رفض المواطنون السعوديون أنفسهم العمل في القطاع الخاص حيث يفضل معظهم العمل في القطاع الحكومي وبالتالي فإنّ استقطاب عمالة وافدة يكون أكثر سنويا.

العمالة الأجنبية في السعودية

error: هذا المحتوى محمي بواسطة موقع بوابة الخليج