
تتميز معظم أحياء جدة بمشهدها الحضري وبنيتها التحتية المتطورة، لكن في المقابل هناك أحياء أخرى لا زالت تمثل تشوه بصري وبنيتها العمرانية لا تتماشى مع الخطط الاستراتيجية للمملكة، لذلك عملت أمانة جدة على إعادة تأهيل وتطوير تلك الأحياء، وعملت بالتوازي مع ذلك على استعادة الأراضي الحكومية التي تم التعدي عليها وإعادة تأهيلها هي الأخرى وتحويلها إلى متنفسات عامة لسكان وزوار المدينة.
أمانة جدة تعلن عن أضخم مشروع لتحسين جودة الحياة في المدينة
أعلنت أمانة جدة تنفيذ مشروع جديد لتحسين جودة الحياة في المدينة، وذلك من خلال استعادة الأراضي الحكومية التي تم التعدي عليها وتحويلها إلى مرافق حديثة وترفيهية تخدمة السكان والزوار.
وأوضحت الأمانة أنها تمكنت من استعادت 52 موقع بمساحة تجاوزت 3 ملايين متر مربع في منطقة أبحر الشمالية، بالإضافة إلى استعادة أكثر من 3.5 مليون متر مربع في مناطق السكراب جنوب المحافظة.
وأكدت أمانة جدة أن سوف تواصل عملية استعادة الأراضي الحكومية التي تم التعدي عليها، وتأهليها وتطويرها من جديد وذلك في إطار مساعيها المستمرة لتحقيق بيئة عمرانية متطورة تتماشى مع الخطط الاستراتيجية للمملكة.
تحويل المناطق المستعادة إلى مشروعات تخدم السكان والزوار
أكد المتحدث الرسمي باسم أمانة جدة، محمد البقمي، أن الأمانة تعمل بشكل حثيث على تأهيل المواقع المستعادة وإعادة تطويرها بما يخدم سكان المدينة والزوار، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي هو الاستفادة من هذه الأراضي وتحويلها إلى مرافق حديثة ومناطق ترفيهية، مع التركيز على تعزيز الواجهات البحرية وتحسين البيئة الحضرية.
وأوضح البقمي أن إحدى ثمار هذه الجهود كان افتتاح “شاطئ المستقبل”، الذي يعد أول شاطئ رملي عام في أبحر الشمالية، كجزء من خطة الأمانة لإتاحة المساحات المفتوحة أمام المواطنين والمقيمين للاستمتاع بالمناطق الساحلية.
كما كشف عن وجود خطط مستقبلية لافتتاح شاطئين رمليين إضافيين خلال الفترة المقبلة، بهدف توسيع نطاق الخدمات الترفيهية المجانية وتحقيق التنمية الشاملة.
خدمات متكاملة وتطوير بيئي وفق معايير عالمية
في إطار التزامها بتحقيق معايير الاستدامة، تعمل الأمانة بالتعاون مع القطاع الخاص على توفير الخدمات الأساسية في الشواطئ الجديدة، من خلال استثمارات قصيرة الأجل تهدف إلى تحسين جودة المرافق وتعزيز التجربة الترفيهية لمرتادي الشواطئ، مع ضمان مجانية الدخول للجميع.
كما تعتمد الأمانة على تقنيات حديثة صديقة للبيئة، تشمل استخدام الطاقة الشمسية في الإضاءة، توفير رمال نقية، وإعادة توظيف المواد الطبيعية مثل الصخور والأحجار الكبيرة في إنشاء الحواجز، بالإضافة إلى زراعة الأشجار لتجميل المواقع وتحسين المناخ البيئي المحيط.
مخطط نموذجي لتطوير مناطق السكراب والتشاليح جنوب جدة
تمثل منطقة السكراب والتشاليح جنوب جدة واحدة من أكثر المناطق التي كانت تعاني من العشوائية والتشوه البصري، وهو ما دفع أمانة جدة إلى إطلاق مشروع طموح لإنشاء مخطط نموذجي جديد شمال المدينة الصناعية الثالثة، بمساحة تمتد إلى 5 ملايين متر مربع.
ويهدف هذا المشروع إلى تنظيم مواقع السكراب والتشاليح وتحويلها إلى مراكز متخصصة تعمل وفق أعلى المعايير البيئية والتنظيمية، مما يسهم في استثمار الأراضي بشكل أكثر كفاءة، ويساعد على تحقيق قيمة اقتصادية مضافة للمدينة، من خلال تعزيز النشاط التجاري وتحسين الخدمات المقدمة في هذه المواقع.