تعد شركة سابك من أكبر الشركات السعودية في مجالها وثاني أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في المملكة العربية السعودية بعد شركة أرامكو. وعلى الرغم من تأسيس الشركة قبل حوالي 50 عاما من الآن إلا إنها حافظت على مكانتها في الأسواق المحلية والعالمية كواحدة من أكبر وأهم الشركات المنتجة والمصدرة للبيتروكيماويات في العالم حيث تفوقت في ذلك على شركات أمريكية وأوروبية تنشط في ذات المجال بل وتوسعت بشكل كبير إلى درجة أن منتجات الشركة اليوم تصل إلى 140 دولة عبر العالم.
تأسيس شركة سابك
في عام 1976 من القرن الماضي صُدر مرسوم بتأسيس شركة مختصة بالصناعات البتروكيماوية تحت مسمى الشركة السعودية للصناعات البتروكيماوية سابك ومنذ ذلك الوقت إلى اليوم تطورت الشركة كثيرا حتى باتت تبلغ قيمتها السوقية ما يزيد عن 100 مليار دولار. ومنذ تأسيس الشركة قامت سابك بإنتاج المنتجات البتروكيماوية وتصديرها إلى دول العالم المختلفة.
وتطور أداء شركة سابك بشكل مستمر وذلك بسبب كفاءة القوة العاملة واستخدامها للتقنيات الحديثة في الإنتاج والتصنيع إذ يتم تصنيع المنتجات البتروكيماوية وفق أعلى المواصفات ما جعل الشركة خيارا مناسبا للكثير من المستوردين في جميع أنحاء العالم كما جعل ذلك الشركة تكتسح أسواق بعيدة مثل السوق الأمريكية والسوق الأوروبية على الرغم من وجود شركات لها نشاط مشابه لنشاط سابك.
ويقول الخبراء إنّ المواد الخام ذات الجودة العالية هي العامل الرئيسي التي جعل شركة سابك تتطور وتنمو بهذا الشكل المذهل حيث تعتمد الشركة على المنتجات البترولية التي يتم استخراجها من الحقول السعودية ومن ثم تحويلها إلى صناعات بتروكيماوية عبر أحدث التقنيات الحديثة.
نشاط شركة سابك
تنشط شركة سابك في قطاع الصناعات البتروكيماوية حيث تقوم الشركة بإنتاج الإيثلين والميثانول والبولي إيثيلين ومشتقات البلاستيك وغيرها من المنتجات الأخرى مثل الأسمدة الزراعية ومنتجات البتروكيميات الأخرى، وتقوم سابك بإنتاج هذه المنتجات عبر مصانعها في المملكة العربية السعودية حيث يقع مقر الشركة في منطقة الجبيل الصناعية كما تمتلك مصانع ووحدات لإنتاج البتروكيماويات في مناطق المملكة الأخرى.
تمتلك شركة سابك فروعا في أكثر من 45 دولة حيث تقوم الشركة بتزويد محطاتها المختلفة بالمواد البتروكيماوية والمواد الأولية التي استخراج البتروكيماويات منها وذلك من أجل الوصول إلى الأسواق بسهولة وكذلك من أجل تطوير إنتاجها من خلال استغلال الكفاءات العاملة في قطاع البتروكيماويات في تلك الدول على غرار الصين واليابان والولايات المتحدة الأمريكية.
وتشير التقارير والإحصاءات الصادرة عن الشركة أن منتجات شركة سابك تصل اليوم إلى أكثر من 140 دولة في قارات العالم الست ويعود الفضل في ذلك إلى كفاءة منتجاتها مقارنة بمنتجات الشركات المنافسة إضافة إلى امتلاك الشركة القدرة على إيصال منتجاتها إلى مختلف دول العالم دون حدوث أي مشكلات في سلال التوريد الخاصة بها.
وتفيد البيانات الصادرة عن الشركة في عام 2023 أنّ الشركة تمتلك 63 موقعا صناعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأمريكيتين وأوروبا كما قامت الشركة في عام 2023 بإنتاج 53.5 طن متري من المنتجات البتروكيماوية عبر مصانعها ووحداتها المنتشرة في أكثر من 45 دولة، وتشير هذه البيانات إلى تصاعد نشاط الشركة عاما بعد عام ما يدل على نجاحها الكبير في قطاع البتروكيماويات في المملكة والعالم على حد سواء.
مساهمات شركة سابك في الاقتصاد السعودي
مامن شك في أن شركة سابك تساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد السعودي وتأتي مساهمة الشركة في الاقتصاد السعودي من خلال توظيفها ل31 ألف موظف معظمهم من سكان المملكة، كما ترفد الشركة الخزينة العامة للدولة بالكثير من الأموال بشكل سنوي عبر الضرائب والرسوم الحكومية الأخرى. وغير بعيد عن ذلك فإن الحكومة السعودية تمتلك 70% من حصة شركة سابك وذلك بعد أن قام صندوق الاستثمارات العامة بشراء هذه الحصة من شركة أرامكو عام 2019 ما يجعل شركة سابك واحدة من مصادر الدخل للحكومة السعودية باعتبارها المالك الوحيد لصندوق الاستثمارات العامة.
وتشير الإحصائيات الصادرة عن وزارة المالية السعودية أنّ إجمالي أصول شركة سابك تتجاوز ال249 مليار سعودي أواخر العام 2023 كما أن صافي أرباح الشركة بلغت في الفترة ذاتها مليار ونصف المليار ريال وهو رقم كبير يدل على نشاط الشركة الكبير في السوق المحلية السعودية والسوق العالمية.
