تعتبر الرياض إحدى أسرع مدن العالم توسعًا، وقد حققت خلال السنوات الأخيرة نمواً متسارع ضاعف من مشكلة الازدحام المروري في الرياض، ولجأت الحكومة السعودية للاستعانة بشركة أمريكية لحل مشكلة الازدحام المروري في الرياض قبل حلول عام 2030 الذي تستضيف فيه المملكة أحداثًا عالمية مثل إكسبو 2030، بالإضافة إلى استضافة كأس العالم 2034.
تدخل أمريكي لمعالجة الازدحام المروري في الرياض
أعلنت شركة بارسونز الهندسية الأمريكية، الفوز بعقد لمعالجة الازدحام المروري في الرياض، تبلغ قيمته 53 مليون دولار أمريكي، ويتضمن العقد خدمات إدارة المشاريع لبرنامج الطرق الرئيسية والدائرية، ويشمل 500 كيلومتر من أعمال ترقية الطرق الجديدة في العاصمة وحولها.
كما يتضمن العقد تطوير حلول تنقل ورفع كفاءة الطرق، بالإضافة إلى مبادرات النقل العام لتحسين التنقل الحضري والحد من الازدحام، إلى جانب إجراء دراسة (تقييم) لتحسين انسيابية المرور على الطرق السريعة.
أهداف الاستعانة بشركة أمريكية لحل مشكلة الازدحام المروري في الرياض
تعتبر شركة بارسونز الأمريكية، من أهم الشركات العالمية التي تركز على التكنولوجيا في مجالات الدفاع والاستخبارات والأمن وهندسة البنية التحتية، وقد تأسست عام 1944 بولاية فرجينيا، وتوسعت حتى أصبح تواجدها في 24 دولة ولديها أكثر من 16000 ألف موظف.
ويعد الاستعانة بشركة بارسونز لحل مشكلة الزحام المروري في الرياض، من أهم الخطوات التي اتخذتها الحكومة السعودية، ومن المتوقع أن تنجح الشركة بشكل كبير في حل مشكل الزحام في الرياض قبل عام 2030.
ويهدف الاستعانة بشركة بارسونز الأمريكية إلى تحقيق الأهداف التالية:
– إدارة المشاريع لبرنامج الطرق الرئيسية والدائرية.
– الحفاظ على حركة المرور أثناء فترة البناء وأعمال ترقية الطرق الجديدة في العاصمة وحولها.
– تلبية المتطلبات المرتبطة بخطط النمو لمدينة الرياض.
– تطوير حلول تنقل ورفع كفاءة الطرق في الرياض وحولها.
– إجراء دراسة لتحسين انسيابية المرور على الطرق السريعة.
– تحسين التنقل الحضري والحد من الازدحام.
– الحفاظ على حركة مرور انسيابية في الرياض خلال استضافة الأحداث العالمية الكثيرة القادمة مثل إكسبو 2030 وكأس العالم 2034 وغيرها.
مشكلة الازدحام المروري في الرياض
الجدير بالذكر أن مدينة تعد واحدة من أسرع المدن نمواً في العالم بسبب توسعها السكاني الهائل مؤخراً، والذي تزامن مع عمليات تحضر كبير، حيث يتميز المشهد الحضري في الرياض اليوم بناطحات السحاب العصرية والمعالم المعمارية المدهشة.
وتعد مدينة الرياض أكبر مدن السعودية، وتمثل نحو 17% من مساحة المملكة، ويبلغ عدد سكانها 7.5 مليون نسمة، مع توقعات بالوصول إلى 8.3 مليون بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي يبلغ 2.2%، وفق تقرير الهيئة العامة للإحصاء، 2023.
وضاعف النمو السكاني المتسارع من الزحام المروري في المدينة، الذي يصل في بعض الأوقات إلى حد الاختناق، حيث يقضي سكان الرياض ما معدله 91 ساعة سنويًا في الازدحام المروري، وفق تقرير TomTom Traffic Index.
ويتسبب الزحام المروري في الرياض بانزعاج سكان المدينة والسياح القادمين إليها من دول ومدن أخرى، إضافة إلى تأخير وصول الموظفين إلى أعمالهم، وتعطيل الحركة الاقتصادية اليومية للمدينة.
كما أنه يؤدي إلى تراجع إنتاجية الموظف وتراجع كفاءة الإنتاج، وكفاءة التعليم، بالإضافة إلى جودة ونقاء الهواء بسبب التلوث الناتج من عوادم السيارات التي تزحف في الطرق يوميًّا وتتراكم عند الإشارات الضوئية؛ الأمر الذي سيساهم في زيادة الانفعالات والاضطرابات النفسية لدى الأشخاص.
ووفقًا لدراسة صادرة عن وزارة النقل السعودية عام 2022، فإن الازدحامات المرورية تكلف الاقتصاد السعودي خسائر تقدر بـ 28 مليار ريال سنويًا.
3 حلول لمعالجة الازدحام المروري في الرياض
يرى الكاتب السعودي عبدالرحمن بن ناجي الايداء، أنه يمكن معالجة ازدحام الرياض من ثلاثة أشياء يمكن العمل عليها مجتمعة أو بالتدريج وهي كالآتي:
– القيام بأعمال هندسية (فيزيائية) لزيادة السعة التصميمية للطرق والشوارع.
– تقليل حجم المرور اليومي للمركبات وذلك باستخدام (النقل العام بالقطارات والحافلات، وخطوط نقل للبضائع بدلًا من التوزيع والنقل بالشاحنات، وخلق إجراءات تنظيمية وتشغيلية لمستخدمي الطرق مثل العمل والتعليم عن بُعد.
– العمل على زيادة مسارات الشوارع بما يقارب زيادة حجم المرور، وذلك بتوسعة هذه الشوارع، وكذلك تنفيذ أنفاق أو كبارٍ تحت وفوق الطرق ذات الكثافة المرورية العالية.
يشار إلى رؤية المملكة 2030 تضمنت العديد من المشاريع التي من شأنها أن تساهم في حل مشكلة الازدحام المروري في الرياض، ورفع جودة الحياة في مدينة الرياض وتحويلها الى مدينة ذات اقتصاد مزدهر .