في خطوة أمنية بارزة تعكس قوة التعاون الدولي بين الدول الشقيقة، أعلنت وزارة الداخلية الكويتية مساء الأربعاء لحظة تسليم الكويتي سلمان الخالدي من السلطات العراقية. الخالدي، الذي صدر بحقه 11 حكماً قضائياً واجب النفاذ، كان على قائمة المطلوبين دولياً منذ نهاية عام 2023، لتورطه في أنشطة وصفت بأنها تهدد الأمن الوطني الكويتي.
لحضة تسليم الكويتي سلمان الخالدي للكويت
أكدت وزارة الداخلية في بيان رسمي أن قطاع الأمن الجنائي، ممثلاً بإدارة الإنتربول، تمكن من ضبط والوصول الى لحظة تسليم سلمان الخالدي الكويت بالتنسيق مع السلطات العراقية. وأشارت الوزارة إلى أن التعميم الدولي بشأن الخالدي أُرسل إلى جميع الدول، ما أسفر عن اعتقاله وتسليمه للكويت.
وفي خطوة لافتة، حضر وزير الداخلية والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، الشيخ فهد اليوسف، شخصياً إلى منفذ العبدلي الحدودي لحظة تسليم سلمان الخالدي الكويت من الجانب العراقي، في مشهد يحمل رمزية تؤكد أهمية هذه القضية على الصعيد الوطني.
وقد نشرت وزارة الداخلية صورة تُظهر الخالدي مقيداً داخل منفذ العبدلي، وهي الصورة التي أثارت جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ظهر وهو جالس على الأرض مكبل اليدين.
من هو الكويتي سلمان الخالدي؟
الكويتي سلمان الخالدي، البالغ من العمر 25 عاماً، بدأ مسيرته الإعلامية وهو شاب يافع لم يتجاوز الـ17 عاماً. برز في البداية كطالب متفوق شارك في فعاليات علمية ومثل الكويت في عدد من المحافل الخليجية، ما جعل منه نموذجاً للشباب الطموح آنذاك.
لكن مسيرة الكويتي سلمان الخالدي سرعان ما انحرفت عن هذا المسار، حيث بدأ نشاطه كمعارض سياسي وناشط ضد الحكومة الكويتية وحكومات خليجية أخرى. وازدادت حدة نشاطه في السنوات الأخيرة، حيث وثقت له عدة فيديوهات وهو يلاحق مسؤولين كويتيين في بريطانيا، ويعتدي عليهم لفظياً وحتى جسدياً، كما أظهرت بعض الحوادث قيامه برمي البيض عليهم.
ومع تصاعد حدة خطابه، تحول الخالدي من ناشط سياسي إلى داعية لثورة مسلحة ضد الكويت، وهو ما أثار قلقاً كبيراً في الأوساط السياسية والأمنية. وفي واحدة من أبرز أفعاله المثيرة للجدل، نشر الخالدي مقطع فيديو يظهر فيه وهو يحرق علم الكويت، معلناً أنه “لا يعترف به”، رغم رفعه العلم الكويتي في مناسبات سابقة.
أبعاد القضية وتداعياتها
يُنظر إلى قضية الكويتي سلمان الخالدي على أنها اختبار حقيقي لجهود الكويت في الحفاظ على أمنها الداخلي وتعزيز التعاون الدولي في ملاحقة المطلوبين. كما أن تسليمه من قبل السلطات العراقية يعكس تطور العلاقات بين البلدين في مجال مكافحة الجرائم العابرة للحدود.
ويرى مراقبون أن هذه القضية تحمل أبعاداً سياسية وأمنية معقدة، حيث تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الدول الخليجية مع تصاعد نشاط المعارضين في الخارج، خاصة مع لجوء البعض إلى وسائل عنيفة أو رمزية مثيرة للجدل، مثل حرق الأعلام الوطنية، للتعبير عن معارضتهم.
ردود فعل الشارع الكويتي
أثارت عملية تسليم الخالدي موجة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد لتسليمه باعتباره خطوة ضرورية لحماية أمن البلاد، ومنتقد للطريقة التي ظهرت بها عملية التسليم إعلامياً، خاصة مع نشر صورة الخالدي وهو مكبل اليدين على الأرض.
وفي هذا السياق، أكد محللون أن هذه الصورة قد تكون رسالة رمزية من السلطات الكويتية لتأكيد هيبة الدولة وعدم التهاون مع من يهدد أمنها واستقرارها.
الأيام القادمة قد تحمل إجابات أكثر وضوحاً حول مستقبل هذه القضية وما ستؤول إليه.
- بشرى سارة: وصول أولى الطائرات الاحتياطية لطيران الرياض.. خطوة جديدة نحو تحقيق الطموحات الوطنية في قطاع الطيران السعودية 2025
- قرعة نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين تضع الكبار في مواجهات نارية 2025
- حسين سجواني يعلن عن استثمار ضخم في مراكز البيانات بالولايات المتحدة.. خطوة نحو تعزيز الاقتصاد الرقمي الأمريكي
- رسمياً.. الشباب يقتنص “بافل نيدفيد” مديرًا رياضيًا يواصل استعداداته المواجهات الحاسمة
- بينالي الفنون الإسلامية 2025.. عرض تاريخي غير مسبوق لكسوة الكعبة المشرفة يعكس عمق الحضارة الإسلامية