في مطلع أغسطس/آب الماضي، بدأت شركة بي بي البريطانية أعمال الحفر بحقل ريفين في مصر، لاستكشاف حقول غاز جديدة لرفع حجم إجمالي إنتاجها من الغاز الطبيعي، وذلك ضمن مزايدة التنقيب عن النفط والغاز، التي طرحتها الشركة القابضة للغازات الطبيعية إيجاس عبر بوابة مصر الرقمية.
حفر آبار غاز جديدة في مصر
تُعَد شركة بي بي البريطانية واحدة من أهم الشركاء مع قطاع النفط والغاز المصري؛ إذ تمتد أنشطة واستثمارات شركة النفط البريطانية في مصر إلى نحو 60 عامًا.
وتركز شركة النفط البريطانية حاليًا على البحث والاستكشاف وإنتاج الغاز الطبيعي من المياه المصرية في البحر المتوسط.
وفي مطلع أغسطس/آب الماضي، بدأت الشركة أعمال الحفر في البئرين الجديدتين (غرب ريفين-4، وغرب ريفين-5) في موقع غرب حقل ريفين للغاز.
وفي 2 يوليو/تموز الماضي، وصلت إلى مصر سفينة الحفر “فالاريس دي إس-12” (Valaris DS-12) -التابعة لشركة بي بي- إذ تتمركز حاليًا في منطقة حقول غرب دلتا النيل البحرية بالبحر المتوسط.
ويأتي حفر الآبار الجديدة في منطقة غرب دلتا النيل، في إطار خطة عمل موسّعة لحفر آبار جديدة للبحث والاستكشاف للغاز الطبيعي في مناطق عمل وامتياز شركة النفط البريطانية في البحر المتوسط.
وتتضمّن خطة العمل حفر البئر الاستكشافية (كينغ-2) بمنطقة شمال كينغ مريوط، بالإضافة إلى حفر البئر الاستكشافية (فيوم-5) بحقول غرب دلتا النيل.
ومن المقرر إضافة نحو 8 آلاف برميل يوميًا من المكثفات من عمليات الحفر الجارية، خلال الربع الثالث من العام المالي الجاري 2024-2025.
حقول الغاز الطبيعي في مصر
يعود اكتشاف الغاز الطبيعي في مصر إلى عام 1967، حيث تم اكتشاف أول حقول الغاز الطبيعي في منطقة أبو ماضي بدلتا النيل تحديداً، وتوالت بعد ذلك العديد من الاكتشافات، حيث تم اكتشاف حقل أبو قير البحري في البحر المتوسط في عام 1969، ثم حقل أبو الغراديق في الصحراء الغربية في عام 1971، وتوالت إنتاجات مصر من الغاز الطبيعي، وفقًا لوزارة البترول والثروة المعدنية المصرية.
حققت الجمهورية الم صر ية زيادة غير مسبوقة في إنتاج الغاز الطبيعي، حيث ارتفع المتوسط اليومي للإنتاج من حوالي 4 مليار قدم مكعب يومياً خلال عام 2015 حتى وصل إلى حوالي 7,1 مليار قدم مكعب يومياً وتم تحقيق الاكتفاء الذاتي في سبتمبر 2018، يُشكل حقل ظهر وحده حوالي 40% من حقول الغاز الطبيعي في مصر، بقدرة إنتاجية تبلغ 2.7 مليار قدم مكعب يوميًا.
وتسعى الحكومة الم صرية إلى زيادة إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 20% بحلول 2025، وهو ما يعكس الجهود المستمرة لتطوير المزيد من الحقول البحرية، خاصة في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وتشير التقديرات إلى أن احتياطيات الغاز المؤكدة في الجمهورية الم صر ية إلى 2.3 تريليون متر مكعب، مما يضعها في المرتبة الثالثة أفريقيًا من حيث الاحتياطيات.
أ كبر حقول الغاز الطبيعي في مصر
أكبر حقول الغاز الطبيعي في مصر، هي كالآتي:
• حقل ظهر: يقع حقل ظهر فى منطقة امتياز شروق بالمياه العميقة بالبحر المتوسط، وهو أكبر حقول الغاز الطبيعي في م صر، حيث تقدر احتياطات الحقل “داخل الخزان” بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، والمشغل الرئيسي للحقل شركة “إيني” الإيطالية.
• حقل أتول: تم اكتشافه فى عام 2015 ، ويقع بمنطقة امتياز شمال دمياط البحرية، شرق دلتا النيل بالبحر المتوسط، وتبلغ احتياطيات حقل أتول 1,5 تريليون قدم مكعب، المشغل الرئيسي شركة “بريتش بتروليم” البريطانية.
• حقول شمال الإسكندرية: تقع فى البحر المتوسط، وتضم حقول “تورس وليبرا وفيوم وجيزة وريفين، باحتياطيات داخل الخزان تتجاوز 5 تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي ، المشغل الرئيسى للمشروع شركة “بريتش بتروليم” البريطانية.
• حقل نرجس: ويقع فى البحر المتوسط ، باحتياطيات مبدئية معلنة 3.5 تريليون قدم مكعب ، المشغل الرئيسى شركة “شيفرون” الأمريكية.
• حقل نورس: يقع بمنطقة الدلتا، وتم الإعلان عن اكتشافه فى 2015، ويبلغ إجمالى احتياطي الحقل نحو 2 تريليون قدم مكعب من الغاز ، المشغل الرئيسى شركة “أيوك” التابعة لشركة إيني الإيطالية.
مستقبل الغاز الطبيعي في مصر
يمثل الغاز الطبيعي جزءًا هامًا من استراتيجية مصر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، ومع الاستثمارات المستمرة في تكنولوجيا التنقيب والبنية التحتية، من المتوقع أن يزيد إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 20-25% خلال السنوات الخمس المقبلة. ومن المتوقع أيضًا أن ترتفع صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية بشكل كبير.
تشير التقارير إلى أن مصر تطمح لزيادة قدرتها التصديرية من الغاز الطبيعي المسال إلى 12 مليون طن سنويًا بحلول عام 2025، مقارنة بالقدرة الحالية التي تقدر بحوالي 7 ملايين طن سنويًا، يهدف ذلك إلى تلبية الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي في الأسواق الأوروبية التي تسعى إلى تقليل اعتمادها على الغاز الروسي.