"أجرة مكة".. تدشين خدمة نقل ذكية ومستدامة في قلب العاصمة المقدسة

مكة المكرمة – في خطوة نوعية تعكس التزام المملكة بتحقيق رؤية 2030 في مدينة مكة المكرمة، دشّن نائب أمير منطقة مكة الأمير سعود بن مشعل، اليوم، خدمة “أجرة مكة”، أحد منتجات المركز العام للنقل بالهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة. جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر ومعرض الحج 2025، بحضور رفيع المستوى من أصحاب السمو والفضيلة والمعالي والسعادة من أكثر من 100 دولة حول العالم.

وعلى منصة تدشين الخدمات، سلّم معالي وزير النقل المهندس صالح الجاسر رخصة تشغيل “أجرة مكة” إلى المهندس صالح بن إبراهيم الرشيد، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، في لحظة احتفالية تعكس أهمية المشروع ودوره المستقبلي في تطوير منظومة النقل في المدينة المقدسة.

أجرة مكة: نقلة نوعية في النقل المستدام

في حديثه خلال الحدث، أوضح المهندس صالح الرشيد أن “أجرة مكة” تأتي كجزء من الجهود الرامية إلى تعزيز مكانة مكة المكرمة كمدينة ذكية ومستدامة، تجمع بين الروحانية والتطور التقني. وأشار إلى أن جميع مركبات الخدمة تعتمد على أنظمة صديقة للبيئة، تشمل تقنيات “الهايبرد” والكهرباء، مما يعكس التزام المملكة بخفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز الاستدامة البيئية.

وأضاف الرشيد أن الخدمة تهدف إلى تسهيل وإثراء تجربة الحجاج والمعتمرين والمقيمين، من خلال تقديم حلول نقل موثوقة، تتسم بالحداثة والجودة العالية، وتتماشى مع المعايير العالمية لتحقيق رضا المستخدمين.

إطلاق مرحلي ومنظومة متكاملة

أعلنت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة أن الخدمة ستدخل حيز التنفيذ بشكل مرحلي اعتبارًا من اليوم، حيث ستبدأ المرحلة الأولى بتوفير الخدمة عبر 47 موقعًا موزعة في المحطات الرئيسية ومحيط منطقة الحرم، مع ضمان التغطية الشاملة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. ومن المتوقع أن يصل عدد المركبات إلى 1800 مركبة نهاية عام 2025م، ما يساهم في تلبية الطلب المتزايد على خدمات النقل في المدينة.

خصائص وتقنيات متقدمة

تُقدم “أجرة مكة” تجربة نقل متميزة عبر مركبات مجهزة بتقنيات متطورة تضمن راحة وأمان الركاب. وتشمل هذه التقنيات عدادات إلكترونية تلتزم بالتعريفة المعتمدة من الهيئة العامة للنقل، وكاميرات مراقبة داخل المركبة لتعزيز السلامة، وحساسات لقياس عدد الركاب، وزر طوارئ للاستجابة السريعة عند الحاجة. كما تم توفير مركز اتصال متخصص لخدمة المستفيدين على مدار الساعة.

وتتيح الخدمة خيارات دفع متعددة تتضمن الدفع النقدي وبطاقات الائتمان، مما يعزز سهولة الاستخدام ويلبي احتياجات مختلف الشرائح.

رؤية مستقبلية كبيرة لمنطقة مكة المكرمة

يعكس تدشين “أجرة مكة” الرؤية الطموحة لتطوير البنية التحتية والخدمات في العاصمة المقدسة، بما يتماشى مع التطلعات الوطنية لتحسين جودة الحياة وتعزيز مكانة المملكة كوجهة عالمية رائدة للحجاج والمعتمرين.

ومن المتوقع أن يمثل المشروع نموذجًا رياديًا يُحتذى به في تقديم خدمات نقل ذكية ومستدامة، تسهم في تحقيق التوازن بين الحفاظ على البيئة وتلبية احتياجات المستخدمين المتزايدة.

يشكل هذا المشروع خطوة محورية نحو مستقبل أكثر استدامة وابتكارًا في مجال النقل داخل مدينة مكة المكرمة. ومع استمرار الجهود التنموية، تبقى مكة المكرمة رمزًا للتطور الذي لا ينفصل عن قيمها الروحية وتاريخها العريق.

الوسوم