تعتبر شركة الزيت العربية الأميركية والتي تسمى اختصاراً بشركة أرامكو السعودية من بين أكبر الشركات شهرة وقيمة سوقية في العالم حيث تساوي قيمة الشركة تريليون و820 مليار دولار أميركي وهو ما يساوي ميزانية دول بأكملها. وتحتل أرامكو السعودية حاليا الترتيب السادس في قائمة أكبر الشركات الموجودة في العالم بعد شركات مايكروسوفت وأبل وإنفيديا وغوغل وكذلك شركة أمازون.
تاريخ شركة أرامكو السعودية
تأسست شركة الزيت العربية الأميركية، ( شركة أرامكو السعودية ) في عام 1933 تحت اسم شركة كاليفورنيا العربية للزيت القياسي قبل أن يتم تغيير اسمها في عام 1944 إلى شركة أرامكو السعودية، وبدأت الشركة نشاطها في مجال الحفر والتنقيب عن النفط في ثلاثينات القرن الماضي في الأراضي السعودية حيث قامت في حفر معظم الآبار النفطية في المملكة وكذا تأسيس بنية تحتية للتنقيب ولتكرير وتصدير النفط في المملكة. في عام 1988 تم تأميم الشركة لتصبح الشركة سعودية بامتياز ومنذ ذلك الوقت وهي تتخذ من مدينم الظهران مقراً رئيسيا لإدارة عملياتها ونشاطاتها المختلفة.
نشاط شركة أرامكو السعودية
يرتكز نشاط شركة أرامكو السعودية بشكل أساسي على مجال النفط والغاز الطبيعي والبيتروكيماويات وكذلك أنشطة التنقيب والتكرير وتعد الشركة صاحبة الامتياز الحصري في التنقيب والقيام بمعظم أعمال التكرير والتصدير للنفط في المملكة العربية السعودية حيث تمتلك الشركة أكبر مصافي النفط في المملكة والإقليم مثل مصفاة ينبع ومصفاة جدة ومصفاة رأس تنورة كما تقوم الشركة في الوقت الحالي بتأسيس مصفاة جازان والتي ستكون ضمن قائمة أكبر مصافي النفط في العالم.
وفيما يتعلق بأنشطة البحث والتنقيب والتكرير فإن أرامكو تمتلك أفضل التقنيات الأنظمة المستخدمة في عملية البحث والتنقيب عن النفط كما تعد الشركة من أكبر الشركات في العالم التي تقوم بأنشطة تكرير النفط حيث تقوم يوميا بتكرير أكثر من 4 مليون برميل من النفط الخام ، وإضافة إلى ذلك فإن أرامكو السعودية تمتلك ثاني أكبر أسطول في العالم متخصص في نقل النفط الخام كما تمتلك الشركة مجموعة من الشركات الأخرى التابعة لها حيث يبلغ عدد الشركات التابعة لها أكثر من 17 شركة منتشرة حول العالم.
موقع شركة أرامكو في خارطة الطاقة العالمية:
تمتلك شركة أرامكو السعودية قيمة كبيرة في خارطة الطاقة العالمية وذلك لأنها تدير أصولا نفطية مؤكدة تصل إلى 257 مليار برميل نفط كما أنها تمتلك قدرة تكريرية كبيرة تصل إلى أكثر من 4 مليون برميل نفط إضافة إلى قدرتها الكبيرة في الوصول إلى الأسواق العالمية بشكل قياسي بسبب امتلاكها ثاني أكبر أسطول لنقل النفط الخام وإضافة إلى ذلك فإن أرامكو تمتلك نشاطا كبيرا في قطاع الغاز الطبيعي والبتروكيماويات حيث تزود العديد من دول العالم بالغاز الطبيعي ومنتجات البيتروكيماويات.
ولعل أهم ما يجعل أرامكو تمتلك حضورا كبير في سوق الطاقة العالمي هو رأس مال الشركة الكبير حيث تصل قيمتها إلى قرابة تريليوني دولار إضافة إلى تحقيقها هامش ربح كبير من عملياتها على عكس شركات الطاقة الأخرى كشركة إكسون موبيل الأميريكية أو بي بي البريطانية أو حتى توتال الفرنسية.
وغير بعيد عن ذلك فإنّ أرامكو السعودية تمتلك حضورا كبيرا في أسواق الطاقة الرئيسية في أسيا وأوربا وأميركا الشمالية حيث تعد الشركة المورد الرئيسي ستة أسواق رئيسية في أسيا إضافة إلى تقديم خدماتها عبر مكاتب منتشرة في أوروبا وأميركا الشمالية حيث تقوم هذه المكاتب بإدارة سلاسل التوريد الخاصة بالشركة وتقديم منتجاتها للأسواق والتي تتضمن المنتجات النفطية ومنتجات البيتروكيماويات وغيرها من المنتجات والخدمات الأخرى التي تقدمها الشركة.
دور شركة أرامكو في الاقتصاد السعودي:
تلعب شركة أرامكو السعودية دورا كبيرا في دعم الاقتصاد السعودي حيث تمثل الشركة العمود الفقري لاقتصاد المملكة منذ تأسيسها في ثلاثينات القرن الماضي حيث تمتلك الشركة أكثر من 64000 ألف موظف كما تقوم الشركة برفد الاقتصاد السعودي بمئات المليارات من الريالات سنويا حيث بلغت إيرادات الشركة فقط في عام 2023 تريليون و650 مليار ريال سعودي كما قامت الشركة بتحقيق أرباح تبلغ 452 مليار ريال سعودي بنهاية العام وهو ما يوضح القوة المالية للشركة.
وتعد أرامكو الممول الرئيسي لأنشطة الحكومة السعودية بسبب الأموال التي تدرها على خزينة الدولة وتعتمد حكومة المملكة على أموال الشركة بشكل أساسي في تنفيذ مشاريع البنى التحتية والإسكان والدعوم والرواتب والتطوير، وإضافة إلى ذلك فإنّ شركة أرامكو كانت حجر الزاوية في رسم رؤية المملكة 2030 وعلى الرغم من أن الرؤية تهدف إلى تقليل الحد من الاعتماد على النفط إلا أنّها ترتكز على شركة أرامكو في تحقيق هذا الهدف حيث قام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الفترة الماضية بإعلان طرح نسبة من أسهم الشركة للاكتتاب أمام المستثمرين وهو ما كان حيث قامت الشركة بتمويل مشاريع رؤية المملكة بأكثر من 100 مليار دولار من خلال اكتتاب نسبة ضئيلة من أسهم الشركة لا تتجاوز ال5 % فقط.