قصة نمو البنوك السعودية وكيف أصبحت أصولها تفوق ميزانية إسبانيا وإندونيسيا والمكسيك

تعد البنوك السعودية بمثابة القوة الضاربة للمملكة العربية السعودية حيث يعد قطاع البنوك من أهم القطاعات الموجودة في المملكة وذلك بسبب حجمه الكبير وتأثيره المهم في قطاع الأعمال في المملكة حيث تبلغ إجمالي موجودات البنوك العاملة في السعودية أكثر من 1.5 تريليون دولار وذلك بحسب الإحصاءات الصادرة عن التقارير الاقتصادية لوزارة المالية السعودية عام 2024.

ويعد قطاع البنوك في السعودية من أكثر قطاعات البنوك قوة ومتانة في منطقة الخليج العربي بل والعالم وذلك بسبب حجم الأعمال التي تديرها هذه البنوك وكذلك تأثيرها في رسم السياسات الاقتصادية في بلد يعد واحد من البلدان العشرين الأولى في العالم من حيث كبر الناتج المحلي الإجمالي، وللإشارة إلى المتانة الكبيرة التي يمتلكها قطاع البنوك في السعودية فإن هذه البنوك تمتلك ما يوازي 8% من إجمالي الموجودات التي تمتلكها بنوك العالم مجتمعة والتي تبلغ 23 تريليون دولار.

قصة بداية البنوك السعودية

بدأ قطاع البنوك في السعودية في الظهور في خمسينيات القرن الماضي ومنذ تلك الفترة فقد تطور هذا القطاع كثيرا حتى وصل حجم الودائع التجارية بالبنوك السعودية في عام 2023 إلى 595 مليار دولار فيما بلغ إجمالي ودائع العملاء في الفترة ذاتها أكثر من 502 مليار دولار أمريكي فيما تقدر نسبة التمويلات التي قامت بها البنوك السعودية في عام 2023 ب 477 مليار دولار ، وتفسر هذه الأرقام تزايد نشاط وأعمال البنوك داخل الأراضي السعودية كما تدلل على حجم القوة المالية التي تمتلكها البنوك السعودية.

وغير بعيد عن ذلك فقد ظلت البنوك في السعودية صامدة أمام الأزمات العالمية إذ لم تتأثر بها ولو بشيء بسيط حيث إن البنوك السعودية وقفت صامدة إبان الأزمة المالية العالمية التي حدثت في عام 2008 في الولايات المتحدة الأمريكية والتي نشأت بسبب أزمة الرهن العقاري حيث أثرت هذه الأزمة على كل البنوك العالمية وقد انهارت بنوك عديدة بسببها وهو ما لم يحدث للبنوك السعودية وذلك بسبب القوة المالية الكبيرة التي تمتلكها البنوك السعودية.

وفي الوقت الذي تأثرت فيه مؤسسات مالية وبنوك عديدة في العالم بسبب جائحة كورونا وقفت البنوك السعودية صامدة أمام هذه الأزمة بل وقد إزداد نشاطها بشكل ملحوظ حيث قامت هذه البنوك بافتتاح فروع كثيرة لها في مختلف المدن والمناطق السعودية كما قامت بتمويل مشروعات ضخمة بميزانيات ضخمة على عكس بقية البنوك الخليجية والعالمية التي قامت بتسريح عدد كبير من موظفيها وإغلاق فروعها وتسجيلها لخسائر فادحة في أعمالها.

حجم البنوك السعودية:

تشير البيانات والإحصائيات الصادرة عن وزارة المالية السعودية أنّه يوجد 30 بنكا في المملكة العربية السعودية 13 منها سعودي و17 منها أجنبي حيث تمارس هذه البنوك نشاطها وفقا للقانون السعودي وتشريعاته، وتشير المصادر ذاتها أنّ إجمالي عدد الفروع العاملة في المملكة بلغ 1903 بنكا في أواخر العام الماضي 2024 حيث تم افتتاح 18 فقط بنكا في النصف الثاني من العام 2024.

ويتصدر بنك الراجحي قائمة البنوك في السعودية من حيث الانتشار حيث يمتلك البنك 511 بنكا منتشرا في مناطق ومدن المملكة فيما يحتل البنك الأهلي السعودي المركز الثاني بإجمالي 476 بنكا ويأتي من خلفها بنك الرياض ب232 بنكا ومن ثم بنك العربي الوطني ب122 فمصرف الإنماء 112 بنكا فيما تذيل بنك الاستثمار السعودي قائمة البنوك السعودية من حيث الانتشار ب51 فرعا. وتتصدر منطقة الرياض قائمة أكثر المناطق التي تتواجد فيها فروع للبنوك السعودية بإجمالي 582 فرعا فيما تأتي مكة المكرمة بالمركز الثاني بإجمالي 376 بنكا فيما تتذيل منطقة الحدود الشمالية القائمة ب19 بنكا. 

وتمتلك هذه البنوك موجودات مالية تزيد عن 1.5 تريليون دولار حيث تزيد هذه الموجودات عن ميزانيات دول كبرى بعينها، وأشار تقرير لوكالة فيتش للتصنيف الإئتماني أنّ إجمالي موجودات البنوك السعودية يفوق إجمالي الناتج المحلي الإجمالي لثلاث دول هي إسبانيا وإندونيسيا والمكسيك وهو ما يدلل على القوة المالية الكبيرة التي تمتلكها البنوك السعودية والمتانة الكبيرة التي تتمتع بها خصوصا وأنها تعمل في منطقة ليست بالكبيرة من الناحية الجغرافية.

البنوك السعودية ورؤية 2030:

تعتبر البنوك السعودية حجر الزاوية في تحقيق رؤية المملكة 2030 وذلك بسبب قيامها بتمويل المشاريع الحكومية التي تنفذها الدولة من أجل تحقيق رؤية المملكة حيث قامت هذه البنوك بتمويل العديد من المشاريع منذ عام 2018 كما يتوقع أن تقدم هذه البنوك مليارات الدولارات الأخرى لتنفيذ المشاريع الجديدة ولعل أهم المشاريع التي تمولها البنوك السعودية هو مشروع إنشاء مدينة نيوم حيث من المقرر أن يتم تمويل بناء هذا المشروع ب500 مليار دولار فيما سيتم تمويل مشاريع أخرى بميزانيات كبيرة أيضا.

error: هذا المحتوى محمي بواسطة موقع بوابة الخليج